ذاكرة العشق. "٣٥"

 .


ذاكرة العشق.

"٣٥"





- لما كانت تقولي: "خلى اخواتك يجهزوا الحمام."،
وتقولي لى: "وصل أمك يا ابراهيم." قلت: "حاضر"،
قالت:"طيب ارجع تانى!!"، قلت لها: "حاضر يا أمي"،
وتكرر الكلام ده كتير لغاية، ما قلت: "حاضر حاضر"،
ودعت ربنا قالت: "يا رب اجعله حاضر على طول!!"
ودعت لى كثير. فى الوقت ده أنا قلت:"أنا عارف يا أمى
إنت بتقولى لى خليك ليه دلوقتى؟!"،
لفتنى لوجهها وقالت: "ليه يا ابراهيم؟"،
قلت لها: "الشنطة اللى على الكنبة مليانه فلوس!" ،
قالت: "آه يا ولدى والله فيها ميزانية الدولة!"،
قلت لها: "انا كنت خايف على المادة!!،
فإنت ياأمي خايفة على روح ابنك ليفتتن بها،
أكثر من خوفك على المادة، ما إنت بتصرفيها كده وكده،
قالت لى إزاى؟ قلت لها اليد الشريفة دى
اتحطت فى يدى فطهرت قلبى،
فأصبحت المادة ما لهاش قيمة عندى، ولا للدنيا بحالها.
قالت: "يا ابن القلب انت وصلت للحتة دى طيب والله
ما حد مروق سرير امك إلا انت طالما وصلت للحتة دى."،
وأقسمت بالله على كده. بقيت أمسك الفلوس،
واخبطهم فى بعض، وأقول لهم انتم اللى بتزعلوا الأخ من أخوه، وبتزعلوا الناس من بعضهم واخواتى واقفين بيضحكوا علىَّ.
عليها رضوان الله.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الحبيب المحبوب
مشفى العلل،
ومفرج الكروب،
وعلى آله وصحبه أجمعين.
- سألت الحاجة خديجة أخت أمى الحاجة عن أمى،
وهى عايشه معاهم فى بيت أبوها كانت بتعمل ايه؟
وايه اللى كان بيحصل منها؟ قالت بيتنا كان مفتوح،
وأبويا كان ليه ضيوف كتير علماء وأولياء،
قالت لما كان أى حد يدخل عندنا كانت تقوم من وسطنا
تجيب سبت العيش والجبنه،
وتيجى حطاه وراجعه تانى من غير ما حد يطلب منها حاجة.
دى حاجة، وكانت تقول "نلم النور"
وما كانتش تقول "نطفى النور" . فنلم النور،
وتجيب خيط وإبره وتقول مين اللى يلضم دى
محدش يعرف يلضمها هى كانت تلضمها.
- كنت بوصلها من هنا من الشهداء - منوفية
وكان محمد بن عمى هو اللى بيوصلنا،
فقالت له: "تعالى يا محمد صلى معانا فى سيدنا الحسين."،
قال لها: "ده القرآن بدأ يا ستنا الحاجة!"،
قالت له: "حنلحق إن شاء الله"،
ورحنا كلنا وصلينا الجمعة فى سيدنا الحسين ربنا بارك في الوقت.
ومرة كنت بقول لأم مصطفى: "أنا ببقى محرج،
وأنا داخل على أمى بإيدى فاضية!!"،
قالت لى: "يا ابراهيم هنا فرختين بيبيضوا للعيال!"،
قلت لها: "معلش هاتيهم!، أنا ببقى محرج أوي."،
فاخدنا الفرختين واحده منهم ماتت واحنا فى العربية،
وفضلت واحده ادتها لأى واحد كان قاعد.
أمى قالت: "إبراهيم ومراته على طبليه لوحدهم،
وما حدش يدخل عليهم." وراحت بعتت لنا فرخة كبيرة،
وأرنب وقالت: "أنا عاوزاك تأكل دول انت ومراتك."،
أنا براضي أم مصطفى لأنى عارف نظام أمى وشغلها معايا. قلت:"كُلى يا أم مصطفى"، قالت: "مش قادرة!"
قلت لها:"كُلى!"، المهم انبسطت، فقالت أمى: "يا ابراهيم!"،
قلت لها: "نعم يا أمى". قالت: "أوعى يكون عندك فرخة بتبيض للعيال،
وتجيبها لأمك!" قلت لها: "حاضر يا أمى."،
وده كان بعدها بساعتين تلاتة.
- قالت:"كان فيه واحدة لها ابن زى انا وانت كده!"،
قلت لها:"آه يا أمى."
وقلت لها:"مين يا أمى؟!" قالت: "السيدة نور الصباح اللى فى طنطا"، قالت: "كانت بتجيب فاكهة الشتاء فى الصيف وتأكل ابنها،
وهو مش عارف زيك كده يا ابراهيم!" أنا مكنتش فاهم،
لكن كانوا بيداروا علينا،خايفين عليك لتفتتن.
- احياناً يبقى فيه ناس بيتكلموا مع أمى،
وهى مش عايزانى اسمع كلامهم فتقول لى: "اقعد بره كده"،
(وهم ادبهم راقى) فادتنى شنطة حريمى،
وقالت لى طلع الشلنات اللى فيها"،
الشنطة تمسكها تشخشخ انت تظن إن فيها
واحد أو اثنين أو ثلاثة جنيه فكه، أنا ظنيت فيها كده
قالت: "خدها على الترابيزة اللى وراك دهى"،
قلت لها:"حاضر يا أمى!!،
اهزها ينزل شلنين أو ثلاثة أقول ده خلصو،
أهزها تانى ينزلوا لغاية ما بقوا كوم كبير قوى،
كانت هى خلصت اخدتهم اوديهم لها قالت:
"حطهم فى الشنطة دى يا ابن القلب.
- مرة كانت هنا فى الشهداء ومعاها شمسية فأنا مسكتها منها،
وهى بتركب العربية فبحط الشمسية،
حاجة طقت فيها فأنا قلت: "يا خبر أبيض الشمسية انكسرت!"، قالت:"ورينى؟"، ادتهالها، قالت: "ما انكسرتش يا ابن القلب أهية" ، لغاية دلوقتى محمد بن عمى بيستغرب من الحتة دى.
- مرة تانية معايا الشنطة الصغيرة اللى فيها الحاجات،
وقاعدين فى سيد أبو الحسن،
واحدة قاعدة بتقول: "أنا دماغى بيوجعنى قوى ما معاكيش
قرص ريفو يا ست الحاجة؟!، قالت:"هات الشنطة يا ابراهيم."
فانا فتحت الشنطة ما لقيتش فيها ريفو،
قلت لها: "الشنطة ما فيهاش ريفوا يا أمى!"،
قالت: "هات الشنطة كده."،
وراحت حطت ايدها، ومطلعه شريط من الكبير ده.
- مرة واحدة تانية جلبيتها انقطعت،
وعاوزة فتلة وإبره سألتها:" معاك يا ست الحاجة."،
قالت: "آه هات الشنطة."، وطلعت منها الفتلة والإبرة.
- قالت: "كان فيه واحد بيهرب من ناس،
راح عند سيدي على الخواص، فقال له ادخل فى الخوص ده.
جه راجل من اللى بيجروا وراه،
سأل سيدى على الخواص كان فيه راجل بيجرى دلوقتي،
قال له آه، قال له فين هو؟، قالوا فى الخوص ده،
بص فيه ما لقهش، مشى فالراجل سامع،
قالوا يا سيدنا الشيخ هو بيسألك عنى تقول له فى الخوص ده،
قال له يا ابنى لو كذبت عليه كان حيشوفك،
باتكلم عن الصدق، إللي أمي كانت بتعلموا لينا.


يتبع بمشيئة الله .

1 تعليقات

  1. السيرة الشريفة المباركة الخاصة بحضرة سيدنا العمدة وأمه حضرة سيدتنا الحاجة زكية رضى الله عنهما

    ردحذف