ذاكرة العشق. "٤٧"

 .


ذاكرة العشق.

"٤٧"

"الأخيرة"







ده إللي افتكرته من خمسين سنة،
وربنا يسامحنا فى إللي نسيناه عليها رضوان الله.
وده إللي كان فى حياتي معاها دلوقتي،
انا عايز اتكلم فى شخصيتها هى عليها رضوان الله
: هى أم الحنان التقية النقية سليلة آل بيت النبى، صلى الله عليها وسلم.
الحاجة زكية عبد المطلب بدوي؛ الشريفة الحسينية.
شخصيتها تمتاز عن شخصيات الناس كلها لأنها بنت سيدنا ومولانا الحسين
ابن سيدنا النبى صلى الله عليها وسلم. ربنا فضلهم على الأمم.
لو جلست قدامك تلاقي مجلسها حلو،
لو اتكلمت قدامك كلامها حلو،
لو سكتت سكوتها حلو،
يعنى ربنا مزكيهم فى كل شئ روحك تحبها.
جبينها يتفصد منه العرق شكل حبات اللؤلؤ شكل حضرت سيدنا النبى صلى الله عليها وسلم.
وجه منور ونفس طيب روحها بتجذب الأرواح المحمدية،
وصدرها واسع لو حد أساء لها بتتحمل بقبول، شهمة، قرارات فورية،
وأهم شئ جبر خاطر إللي داخل عليها لو جلست معاها،
وتكلمك وتكلمها تطلع من عندها كأنك انت قطب الدنيا الولى عليها.
لو حد طلب حاجة تقضى بمجرد ما يقولها،
وكل إللى يدخل عندها لابد يجبر خاطره،
وقالت: "إللي يعدى عتبتنا لابد يكرم".
وأما بتتكلم كلامها بيدخل للروح وصوت ملائكى،
يعنى مثلا كانت تقول: "تعالى يا ابراهيم يا عين أمك، يا روح أمك، يا كبد أمك"،
تخلينى ابكى من جوه. ولما تروح تسلم عليها مرة وتغيب شوية
تقولك"بذمتك أمك ماوحشتكش يا روح أمك"،
يعنى بتقربك تخليك تيجى.
كان فيه واحد من السنطة غربية بيشتغل سواق معدات تقيلة فى الاسماعيلية
أنا معرفوش هو قاعد جنبى قال لى: "أنا لي بنت عروسة يا عم ابراهيم
البنت دى حصل لها حال متعب، ولفيت على جميع الناس اللى بيسحروا،
واللى مبيسحروش، والمشايخ، وتعبت بيها قوى فواحد قال لى فيه واحدة
فى سيدنا الحسين اسمها الحاجة زكية عبد المطلب بدوى
روح لها يمكن ربنا يجيب الشفاء على إيديها، بيقول انا جبتها هنا،
قالت لى طيب سيبها شوية فى الخدمة البنت استنت شوية انصلح حالها،
وربنا شفاها بقت تخدم، وتكلم ده وده وبقت شربات خالص!"،
ومرة أمى مسافرة سيدى أبو الحسن البنت دى شبطت فيها،
أخدتها معاها فى يوم كنت فى سيدى ابو الحسن عند أمى لقيت الراجل
دهوه جاى فلقى الناس بيقولوا لى: "يا عمده..." فقال "الله هنا بيقول لك يا عمده،
وفى مصر بيقول لك ياعمده"
قلت له: "أه إن شاء الله" بيقول: "وانا جاى فى القصير قاعد على القهوة،
فالناس بيسألونى أنت رايح فين؟!،
قلت لهم انا رايح سيدى أبو الحسن عند الحاجة زكية."،
فالناس استضافوه واكرموه آخر كرم وبيقولوا" فيه واحد اسمه العمده هناك مهيص،
إنما لما جيت لقيتك أنت...." جاى عاوز ياخد البنت عشان امها تعبانة،
امى الحاجة قالت له: "أهى قدامك ان قالت اروح، خدها ان قالت لأ سيبها!!"،
قالت له: "لأ"، شوية واتجوزت وخلفت وبقت عال العال.
ببركة آل بيت النبى صلى الله عليها وسلم. وأمى كانت بتقول دائماً "العز فى الطاعة..."،
وخلى بالك ما كانتش تسيب اللى ماشى ماشى، لأ دى كانت بتكرمه آخر إكرام.
ايدها ممدوده بالخير على طول. هى عليها جبر خاطر اللى يعدى عليها.
ومرة كانت الست أم محمد الله يرحمها اللى بتعمل الشاى
ودية كانت مرات أكبر مجذوب فى سيدنا الحسين،
كان اسمه الشيخ عوض مهدية،
يلبس حاجات حمرة وخضرة كده وكان شهم جداً فالست أم محمد
قالت لى:"قول لأمك عاوزين لمونة؟!"،
قلت لها: "عاوزين ليمونة ادتنى ورقة شاى!!
" قلت لها: "يا أمى ده بتقول لمونه!!"،
قالت: "طيب بس اديها دى بعد شوية أيام قالت لى: "قول لأمك عاوزين كمون ادتنى سكر!"،
قلت لها: "دى عاوزه كمون قالت بس اديها ده!"،
فات فترة طويلة من الزمن، وأنا قاعد مع أمى،
وسألتها فى النقطة دى قالت لى: "ده فات عليه عشرين سنه!!"،
قالت لى: "بيدخل علينا الكريم، اللى ممعاهش زيك، وبيدخل علينا البخيل،
واحنا اللى بيخش علينا سواء كريم أو بخيل لازم يكرم
فاحنا بنقضى مصالحهم من غير ما نشوشر على مخ ده أو ده،
لأن الكريم لو قلنا قدامه ومامعاهش بيدخل فى جلده حزين ومحسور، والبخيل حيتعب...".
شوفت الكرامات وده عشان محدش يعرف إيه المطلوب وهما عندهم إللى يدخل عندهم يكرم.
وصلى اللهم على سيدنا محمد الحبيب المحبوب مشفى العلل،
ومفرج الكروب وعلى آله وصحبه وسلم.
تم بفضل الله وعونه.


والحمد لله رب العالمين





.




0 تعليقات