ذاكرة العشق. "٣٤"

 .


ذاكرة العشق.

"٣٤"






أول حاجة حصلت لى، وأنا معاها عشان اتكلم،
واتحرك واحنا فى 148 شارع جوهر القائد بالدراسة،
لقيت فرع من قرون البامية في حبل كده متنشف
وكنا الساعة اتنين بالليل، وكان أخويا حسين عبد الله من بهتيم،
كان بيشتغل فى محلات الشركة الصناعية للقطن،
فأنا كنت واقف هيمان، فمسكت قرن من قرون البامية،
وعملتها زى التليفون، "آلو آلو يووووه،
إيه الوش اللى عندك ده يا حسين؟!،
وكمان تليفونك ريحته بصل...!"،
ورحت رامى البتاع ده وخلاص. أمى قاعدة بتضحك،
هي وبعض الأحباب، الصبح جه حسين،
وكان بيرَوَّح الساعة ثلاثة ويجى الصبح،
واحنا قاعدين بنأكل الساعة اتنين بعد الظهر قبل ما يمشى،
أمي قالت له: "مش إبراهيم أخوك كان بيكلمك امبارح
الساعة اتنين بالليل، والتقى ريحة تليفونك بصل!!"،
قال لها: "والله العظيم كنا قاعدين الساعة اتنين بالليل وبناكل بصل!!". دى كانت أول حاجة تحصل منى.
ذات مرة قعدت، وقلت لها يا أمى:"أنا عاوز عربية ملاكى
نمرة واحد لونها أخضر، مكتوب عليها آل البيت،
ويكون الجراج بتاعها تحت لفظ الجلالة إللى فوق سيدنا الحسين،
جنب المئذنة، وعاوزها تكون بتمشى كده وكده فى الناحيتين
مش زى إللى مع الناس، ويكون فيها مركب،
ويكون فيها جمل، وفيها زاوية نصلى فيها،
وعاوز فيها تليفون أكلم فيه أم مصطفى،
وعاوز تليفزيون أشوف فيه الحقائق...!"،
قالت: "حاضر يا إبراهيم كل إللى بتقول عليه!"،
قلت: "وعاوز شقة 22 حجرة، ودولاب خمسين ضلفة!"،
فضلت مع ربنا، والأوض جت وبقت ثلاث وأربع عمارات،
والعربية جت بالصلاة على النبى.
لغاية ما جت الحاجة فايزة زوجة أخي الشيخ عبد الرحمن،
وقالت: "كل إللى عمى ابراهيم العشماوى قالوا ربنا حققه!!"،
ده مع الأيام بقى.
كنت ساعات وأنا بقبض من الشغل كانوا حوالى
اثنى عشرة أو ثلاث عشر جنيها اطلبهم شلنات ورق ويعطيهم لى. وقبل ما أقبض بيومين تلاتة أقول لها: "يا امى أنا عاوز عربية نقل، واخواتى يجوا يحملوا معايا."، تقول لى:"ليه؟"،
أقول لها"أصل أنا حأقبض!!، كانت تضحك.
وأما آجى أقول لها: "قبضت يا أمى."، تقول:"قبضت؟!"
أقول لها: "نعم يا أمى."، وكنت أقول لها: "أنا زعلان قوى من
عبد المنعم القيسونى (وكان وزير المالية بفترة الستينيات)
يعني بيعَينوا الناس،
اقول لها: "مين اللى بيكيل يا أمى سيدنا ميكائيل؟،
ولا مين؟!"، قالت: "سيدنا ميكائيل."
قلت لها: "أنا قابلته فى العتبة!!،
وقلت له أنا زعلان من الوزراء دول كلهم!، قال لى ليه؟،
قلت له أصلهم بيعَيينوا العامل من دول ويدوه خمسة ستة جنيه.
أنا عاوزها تمطر فلوس، قال أنا حخليها تمطر فضة قلت له لأ.
أنا مش عاوزها فضة، ففكر إن أنا طمعان وعاوز ذهب،
فقال انا حخليها تمطر ذهب. قلت له لأ،
قل لى انت حيرتنى معاك انت عايز ايه؟ قلت له أنا عاوز ورق!!"، تقول أمى:"إزاى؟"، ساعة ما تقول ازاى؟
اطلع الفوس من جيبى وارميهم لفوق على الكنبة،
واقولها: "كده يا أمى!!"، والناس قاعدة معاها،
فيه ناس تقول دى قلت أدب،
وفيه ناس تستبشر وكانت هى من اللى بيستبشروا،
يجى حد يمد إيده على الفلوس، تقول لهم: "أوعى حد يمد إيده"،
فى الوقت ده كنت كاتب على الحائط متنازل عن أولادى.
آخذ الفلوس واكتب بيها على الأرض "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فضلت لغاية ما ربنا حقق وبقت الفلوس تمطر على الناس.


يتبع بمشيئة الله

1 تعليقات

  1. السيرة الشريفة المباركة الخاصة بحضرة سيدنا العمدة وأمه حضرة سيدتنا الحاجة زكية رضى الله عنهما

    ردحذف