الحاجة زكية عبد المطلب بدوى

 .


الحاجة زكية عبد المطلب بدوى

...《 رضي الله عنها 》...

ساكنة حميثرة

النشأة والمولد




اليوم الثامن والعشرون من سبتمبر ذكري رحيل ستنا الحاجه زكيه عبد المطلب بدوي الثامنه والثلاثون

السيدة زكية عبد المطلب بدوى ساكنة حميثرة
《 رضي الله عنها 》

هى السيدة الحسيبة النسيبة سليلة بيت النبوة الطاهرة الزكية السيدة زكية بنت السيد عبد المطلب بن السيد بدوى مجاهد

لنشأة والمولد
تبدت سيدتنا الزكية رضى الله عنها وارضاها فى عالم الوجود بميلادها فى قرية ميت مرجا سلسيل
بالمنزلة دقهلية عام 1900 ،
لوالدين كريمين ينتميان إلى الدوحة النبوية الشريفة
فكان ابوها السيد عبد المطلب بدوي من علماء الأزهر الشريف
وينتهى نسبه إلى سيدنا الحسين السبط رضى الله عنه وارضاه ...
وقد هيأ لها المولى سبحانه أسباب الهداية والفلاح والنجاح ،
فأتمت حفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة ،
فما كان من والدها إلا أن كافأها بصحبته فى رحلة الحج المباركة
والتى كانت تمر بوادى عيذاب الذى شرف بسيدى أبى الحسن الشاذلى

وقد قدر الله لها أن تتزوج من إبن خالتها الشيخ محمد المهدى عساسة
وهو من علماء الازهر الشريف واحد خلفاء سيدى عبد السلام الأسمر رضي الله تعالى عنه وارضاه.
كما ظلت ثمانية عشر عاماً لا تنجب ،
إلى أن رأت فى منامها السيدة نفيسة رضى الله عنها وارضاها تقوم بإجراء عملية جراحية لها ،
وقالت لها "سوف تنجبى –بإذن الله تعالى- بنت واحدة وسميها السيدة نفيسة ،
وهى ابنتها القائمة حالياً على أمور ساحة السيدة زكية رضى الله عنها
بجوار مسجد سيدنا الإمام الحسين بالقاهرة.

وتحسنت الامور وتجمع حولها الاحباب والمريدون ،
ثم اسست ساحتها بمولانا الامام الحسين رضى الله عنه ،
التى اجرى الله على يديها فيها الخير الكثيرلجموع المحبين والباحثين
عن السكينة والإطمئنان الروحى والمادى ،
فكانت رضي الله عنها منارة للحائرين ودليلاً للخير بحالها ومقالها.
وكانت ومازالت ساحتها مقصداً لرجال الله تعالى ،
الذين أثنوا عليها ومدحوها بكلمات توزن بماء الذهب ،
فها هو سيدى احمد رضوان رضى الله عنه يمدحها قائلاً "
من اراد منكم ان يتعلم الادب مع الله ،
فليتعلم من الحاجة زكية عبد المطلب بدوى".

كان سفرها رضى الله عنها قبل إنتقالها بسبعة أشهر إلى حميثرا بناء على
رؤيا احد الصالحين لها فى تلك المنزلة ،
وذلك بعد أن كانت قد اعدت كل شىء لأن تدفن فى ساحتها بالقاهرة
بجوار الإمام الحسين رضى الله عنه ،
وكانت قد اخبرت احبابها انها بفضل الله تعالى مازالت هنا وهناك بروح عالية
وعلوية وانوار ربانية يجدها كل من قصد ساحاتها المباركة التى فيها مدد
الإطعام والإنعام الربانى وتفريج الكروب وقبول الدعوات ومجالس الذكر
ومديح المصطفى صلى الله عليه واله وسلم.


وفى صبيحة اليوم الذى ستلاقى فيه ربها وهو يوم 28 سبتمبر من عام 1982،
أخبرت احبابها ممن ابقتهم معها ليتولوا مهام الدفن ،
وفى طليعتهم إبنها فى الله الحاج محمد عبد اللطيف بأن اليوم هو يوم اللقاء ،
فاستدعى الحاج محمد عبداللطيف أمام مسجد القصير الشيخ سيد جعفر إمام مسجد الفران
والذى أخبرته سيدتنا الحاجة رضى الله عنها بأن اليوم هو يوم وفاتها ،
وطلبت منه بأن يقرأ سورة الإخلاص ويهب ثواب قراءتها لها ،
فما كان منه إلا أن تلى الأية الكريمة
" وماتدرى نفس ماذا تكسب غداً وماتدرى نفس بأى أرض تموت " ،
فأجابته بقولها " دى نفسك انت ياحبيبى ، إحنا نفسنا بعناها من زمان" ،
فأصابته الكلمة فى قلبه واستشعر صدق القائلة رضى الله عنها فماكان منه إلا أن استجاب لطلبها ،
وكانت الوفاة التى تمت بهدوء تام ،
وذلك لأنها رضى الله عنها كانت قد طلبت من كافة أحبابها الذين يترددون عليها لزيارتها
فى رحاب سيدى ابى الحسن الشاذلى رضى الله عنه طلبت منهم الرجوع إلى ديارهم ،
قبل الوفاة بايام قلائل ، وطلبت من الحاج محمد عبد اللطيف
عدم إخبار إبنتها أو محبيها أو أسرتها بخبر الوفاة إلا بعد الدفن ،
فنفذ وصيتها على أكمل وجه.

ولم يشيعها إلى مثواها الاخير إلا عدد قليل جداً من محبيها الذين اختارتهم ،
وفى حقيقة الامر كان هذا خير تعبير عن حال الفناء والبعد عن أي ظهور
رضاء وانساً بخالقها ورسوله وآل بيت رسوله ،
الذين طالما أفنت أوقات حياتها فى السير على دربهم ذكراً وفكراً وهداية للخلق .

ولقد كانت رضى الله عنها مثالاً للإستقامة على منهج جدها المصطفى عليه الصلاة والسلام
دون كلل أوملل ، فناء وعملاً وتضحية ، دون إدعاء أو حب لإظهار أى نوع من الكرامات ،
إلا ما كان يظهره الله على يديها من كرامات كانت لها دوراً معيناً فى تثبيت إيمان المحبين ،
أو زيادة يقينهم.

ورثت السيدة زكية رضى الله عنها جوامع الكلم عن جدها الاعظم صلى الله عليه و سلم ،
كما كانت تربى اولادها بالإشارة والعبارة ،
فكانت صورة صادقة لما كان عليه صلى الله عليه وسلم فى تربيته لأصحابه،
فتركت خمس وصايا ،
طالما كانت ترددها على مسامع احبابها ومحبيها الذين ترجوا لهم الخيروالتوفيق والسداد
وهى وصايا تمثل خلاصة تجربتها فى طريق الله تعالى
" الصبر وسعة الصدر ، والإمتثال للامر ، والإجتهاد والتسليم المطلق" .

وقد ورثت رضى الله عنها عن اجدادها إطعام الطعام ،
وهى الخصلة التى ذكر بها آل بيت فى القرآن الكريم فى سورة الإنسان
"ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما أسيرا **
إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولاشكورا"
كما كانت رضى الله عنها تدعوا لكل من أكل الطعام الذى تقدمه إليه
وتقول "اللهم اجعل طعامى صلة لهم ، اللهم اجعل طعامى شفاء ، اللهم ،
اللهم اجعل طعامى قضاء لحوائجهم " ، فأبشر يامن أكلت من طعام آل البيت ،
فلك الشفاء والمعافاة وقضاء الحوائج ببركتهم وجاههم عندالله .


والناظر إلى مكانتها رضى الله عنها فى طريق الله تعالى يجد ان
مراتب العارفين تتفاوت بتفاوت معرفتهم انفسهم

فها هو سيدى احمد رضوان رضى الله عنه يتحدث عنها
" سيأتى زمان يسأل الناس فيه بعضهم بعضاً هل رأى احد منكم
السيدة زكية عبد المطلب بدوي " .

كما كانت محل تكريم وتقدير من العارف بالله الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الازهر
لدورها البارز فى الدعوة إلى الله وهداية السالكين ،
وكذلك الامام الرائد السيد محمد زكى الدين إبراهيم يكتب فى نعيها



سَلَكْتُ طَرِيقَ رَبِّي لِارْتِوَاءِ
بِنُورِ الْوَهْبِ أَحْظَى وَاصْطِفَاءِ
وَلَسْتُ أَقُولُ عَمَلِي وَكَسْبِي
نَوَالُ الْفَضْلِ مِنْ رَبِّ الْعَطَاءِ
وَمِنْهُ الْعَوْنُ فِي ذِكْرٍ وَسَهَرٍ
وَإِحْيَاءِ اللَّيَالِي فِي اخْتِلَاءِ
رَؤُوفٌ رَبُّنَا مُعِينٌ لِعَبْدٍ
تَحَرَّى الصِّدْقَ أَبَدًا فِي وَفَاءِ
سَلِيمِ الْقَلْبِ مِنْ فِتَنٍ وَزَيْغٍ
يُنَاجِي اللهَ فِي شَوْقِ احْتِمَاءِ
يُجَافِي الدُّنْيَا لِإِبْرَاءٍ وَفَوْزٍ
وَخُلْدٍ فِي نَعِيمٍ وَفِي هَنَاءِ
يُرَاعِي الْحَقَّ فِي قَوْلٍ وَسَعْيٍ
وَطُعَمٍ مِنْ حَلَالٍ فِي إِبَاءِ
فَأَمْرُ الرِّزْقِ مَكْفُولٌ بِأَزَلٍ
وَتَقْوَى النَّفْسِ تُقْنِعُ فِي رِضَاءِ
وَلَيْسَ أَضَرَّ مِنْ آفَاتِ شُبَهٍ
تَفَشَّتْ فِي الْمَعَايِشِ فِي وَبَاءِ
تُبَدِّدُ أَجْرَ قُرُبَاتٍ وَنُسُكٍ
وَتُغْلِقُ بَابَ رَفْعٍ لِلدُّعَاءِ.



منقول :

Sameh Magdy  



.

2 تعليقات

  1. "السيدة الحاجة زكية عبد المطلب"

    ردحذف
  2. "السيدة الحاجة زكية عبد المطلب"

    ردحذف