فتيات ألمانيات ضد احتكار الرجال
*****
تعمل الأختان مرتينا ومونيكا بلورا كمخرجتين سينمائيتن، ولا تزالان تعتبران حالة خاصة في مجال يحتكره الرجال. وتحاول الأختان تغيير هذا الوضع، من خلال تنظيم ورشة عمل موجهة للفتيات الناشئات.
صمت عميق يخيم على المكان. أقلام بأشكال مختلفة بين الأنامل، تخط بنشاط على الأوراق. حول الطاولات الطويلة تجلس 12 فتاة تتراوح أعمارهن بين 16 و22 سنة. ولا يبدو على الغرفة الشاغرة التابعة لأكاديمية الفنون والإعلام في كولونيا، أنها أصبحت أحد معاقل الفن في ألمانيا. بين فينة وأخرى، ترفع إحدى الفتيات رأسها إلى الأعلى وتتابع عبر لمحة بصر مسار الأفكار، ودون ان تنبس أي واحدة منهن ببنت شفة. قرب الباب، وحين تهم المجموعة بالخروج والتوجه صوب الأستوديو، تتبادل الفتاتان أطراف الحديث بصوت خافت. مرتينا ومونيكا بلورا لا تكبران أغلب الفتيات المشاركات كثيرا، لكن الأختين حققتا، من قبل، نجاحا كبيرا كمخرجتين سينمائيتين.
حضور متميز للفتيات في الدورة التكوينية
علاقة التوأم مارتينا ومونيكا بالكاميرا بدأت في سن مبكر
لاتزال كل من مرتينا وأختها التوأم مونيكا، تتابعان الدراسة الجامعية: الأولى تدرس الإخراج في كولونيا والثانية تدرس التصوير في هامبورغ. وعندما كان عمرهن أحد عشر سنة، صورن شريطهن الأول عند افتتاح القناة التلفزية المحلية لمدينتهن نويفيد في ولاية راين لاند بلاتينات. وبعد تلك التجربة بدأتا في استئجار كاميرا للتصوير كلما سنحت الفرصة بذلك. ولما حكت الأختان عن بداياتهما المتواضعة، كمخرجتا أفلام، شعرت الفتيات المشاركات في الورشة بالارتياح، غير أن ملامح الحيرة بدت على وجوهن، بسبب التوتر والترقب لما سيخضنه من تجارب في هذه الورشة.
"هدف الورشة شد أنظار الفتيات إلى مجال الإخراج"
على خطة الحلقة الدراسية، والتي تمتد لأيام عديدة، يوجد موضوع "مدخل أولي إلى تقنية الإخراج". وقد أصبح هذا الشكل من التكوين المستمر تقليدا يٌنظم خلال فعاليات المهرجان العالمي لسينما المرأة الذي تحتضنه مدينتا كولونيا ودورتموند في شهر أبريل/ نيسان. وتوضح إيفا ماريا ماركس، المتخصصة في بيداغوجيا الإعلام والتي طورت فكرة هذا المشروع، " نريد أن ندعم اهتمامات الفتيات والشابات في هذا المجال (الإخراج السينمائي)، بكل بساطة وبشكل خاص، نهدف إلى جلب أنظار النساء إلى المجال".
صورة جماعية للمشاركات في الدورة التكوينية
تفاصيل القصة والشخصيات، أهم عناصر المشهد
ولكن البداية ليست سهلة. وكتمرين أولي، جلبت مارتينا مشهدا من مشروع فيلمها الأخير: رجل يجلس على أريكة في حديقة عامة. بعدها يلتحق به طفل، فيبدأ بالحديث إليه. المشهد مكتوب في حوالي صفحة كاملة بحوارات متفرقة وبدون توجيهات خاصة بالإخراج. خلال المناقشات الأولى، اتضح للمشاركات أن الإبداع ليس مسألة تقنية ويأتي نتيجة ضغط على الأزرار. تقول إحدى المشاركات، " في البداية يتحتم على المرء قراءة النص مرتين وجمع بعض الأفكار حوله". وتضيف المشاركة "حقيقة، المرء بحاجة إلى مشهد معين، ويجب أن يفكر في الخصائص التي يجب أن تكون عليها الشخصيات. مثلا، هل الطفل في المشهد السابق قليل الحياء أم خجول؟".
وفي الوقت الذي تركز فيه الفتيات على المشاهد التي يكتبن، تنتهز الأختان الفرصة من حين لآخر، للحديث عن بداية علاقتهن بالأفلام، بينما المشاركات ينصتن باندهاش وإعجاب. فمسيرة الأختين طويلة ومؤثرة، وإلى حدود تاريخ ختام دراستهن، استطاعتا تصوير وإخراج 60 شريطا. بينما قام الأب، الأم والجدة بأداء الأدوار.
فتيات من ثقافات متعددة هدفهن تعمل الإخراج
عايدة، شابة إيرانية، تريد أن تصبح منظمة مهرجان سينمائي في المستقبل، تتبادل مع جارتها في الطاولة أطراف الحديث، مستعينة بحركات الجسد والأيدي، كيف يطورن كتابة المشهد. أما إيميلي، والتي لديها تجربة سابقة في مدينة دورتموند خلال أنشطة المدرسة الصيفية، فتفكر مع فتاة أخرى كيف يمكن تصوير مشهدهن أمام الكاميرا. وتقول إيميلي" المشهد يمكن أن يدور في جو محزن. إحدى الشخصيات تنتظر وهي غير سعيدة. كما أن شخصيات المشهد يمكن أن تكون شخصين يحب بعضهما البعض، ويكون المشهد بذلك مختلفا".
هدوء وتركيز أثناء كتابة المشاهد والحوارات
الوقوف أمام أو خلف الكاميرا أمران مختلفان
في اليوم الموالي، انتقلت المشاركات في الورشة إلى الأستوديو الكبير لأكاديمية الفنون والإعلام.عادة، يخصص هذا الأستوديو لطلبة الأكاديمية.. وعلى هذا النحو، تتعرف الفتيات على الأكاديمية ومرافقها من الداخل. وعملت مارتينا على توفير الآليات والتقنيات المخصصة لطلبة المدرسة، من كاميرا، إضاءة، والأشياء الأخرى المطلوبة أثناء التصوير. تقول مارتينا مذكرة الفتيات المشاركات "يجب عليكن التفكير في أبسط الأشياء. كل شيء يعتبر أساسيا لتصوير المشاهد حتى سلة الأوراق المهملة، التي هي جزء من الصورة ومن قصة المشهد/ الشريط".
تذكر النص أمام الكاميرا ليس سهلا!
محور خطة اليوم في الورشة التكوينية، مخصص لأهم عنصر في عمل المخرج وهو إدارة الممثلين. لكن الإخراج في حاجة إلى أعصاب هادئة وإلى خطة على الخصوص. إذ يجب التفكير في أدق التفاصيل، لمعرفة كيف يجب أن يكون شكل المشهد. إحدى الفتيات قالت متذمرة "الحوار الذي أعطيتنا إياه، كان حوارا عاريا وخال من تقديم أو إرشادات". الانتباه مطلوب للغاية. المحاضرتان مرتينا ومونيكا أدخلتا عقبة أخرى إلى المهام المطلوب من المشاركات القيام بها: يتوجب على جميع المشاركات الوقوف أمام الكاميرا وأداء دور ما. "المرء يستشعر صعوبة الموقف: فبالرغم من أن النص ليس طويلا، إلا أن جلنا كانت لدينا صعوبات لتذكره أمام الكاميرا"، على حد تعبير ماري كلير، التي لديها تجارب سابقة على خشبة المسرح. بدورها تقول المشاركة آنا في اليوم الأخير للحلقة التكوينية"أمر مهم أن نتعلم كيف يتم تصور المشهد ذهنيا، ثم أن نرى كيف يتم تصويره أمام الكاميرا".
عايدة، شابة إيرانية، تريد أن تصبح منظمة مهرجان سينمائي في المستقبل
الفتيات مستعدات بما يكفي لخوض تجربة الإخراج
ويبدو أن الفتيات استمتعن بالورشات التكوينية. فمن خلال شروحات مارتينا ومونيكا حول لعب الأدوار الغنية بالأفكار والمتسمة بالمهنية، فإن الفتيات أصبحن جاهزات لأداء مهمة مخرجات أفلام، الصعبة. وترى المشاركة هانا أن اللحظات الصعبة كانت تلك اللحظات التي "قضيناها أمام الكاميرا، إنه أمر غريب، عندما تعرف أن أنظار الجميع تتجه نحوك وتقول حينها في نفسك: يا إلهي، ماذا سيحصل لو نسيتُ النص أو قلتُ شيئا خطأ. لكن ولأننا نعرف بعضنا البعض، فقد مرت الأمور على ما يرام". هانا، التي شاركت من قبل في ورشة للفتيات في مهرجان الأفلام النسائية، تضيف وهي تنظر في لمحة بصر صوب مارتينا ومونيكا، "لهذا السبب نريد أن نصبح مخرجات أفلام، كي نتمكن من الوقوف وراء الكاميرا":
المصدر : W D
6 تعليقات
برافوا عليهم
ردحذفيسلمووووووووووو
ردحذفهايل
ردحذفبرافو عليهم
ردحذفAdmiring the time and effort you put into your blog and detailed
ردحذفinformation you offer. It's great to come across a blog every
once in a while that isn't the same outdated rehashed material.
Fantastic read! I've saved your site and I'm including your RSS feeds
to my Google account.
Also visit my homepage :: professional portable cooktops
برافو عليهم شكرا لكم
ردحذف