من خواطر الدكتور محمد ابراهيم العشماوى

.


من خواطر الدكتور محمد ابراهيم العشماوى
من علماء الازهر الشريف



يأكلون من كفه صلى الله عليه وسلم!





الشيخ إبراهيم العشماوي، الملقب بالعمدة، أو عمدة العشاق - كما يلقبه محبوه - ساكن(الشهداء) بمحافظة المنوفية،
 تلميذ شيخ الإسلام، الإمام الأكبر، العارف بالله، الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الجامع الأزهر الشريف، والابن الوفي،
 والتلميذ الصفي، للعارفة بالله تعالى، زينب عصرها، ورابعة زمانها، الحاجة زكية عبد المطلب بدوي، دفينة حميثرا،
 في جوار السيد أبي الحسن الشاذلي رضي الله عن الجميع!

هذا الرجل الجميل الذي يستولي عليه حال الجمال، مزيج من العشق والشوق والحنين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
 بحيث لو سالت قطرة من دمه على الأرض لكتبت: (أنا عاشق المصطفى)!

يفيض قلبه محبة وحنانا ورحمة، ولسانه عذوبة وبيانا ورقة، وجوارحه كرما وسخاء وشفقة،
 ولا ريب فالمحبة تصنع الأعاجيب!

وهو مثال شريف لتجليات الحق تعالى على بعض عباده المخلصين بالمواهب الإلهية، والعطايا الربانية، على وجه الإدهاش،
 فيتكلم - وهو شبه الأمي - بما يحار فيه العلماء، ويرسل الشعر على السليقة، على وجه يعجز عن مثله فحول الشعراء،
 وسمعته يقول: "المحبة موهبة"!

فقلت: يعني: ليس لنا فيها عمل؟!

قال: بلى، لنا فيها عمل، "يحبهم ويحبونه"!

وسمعته أيضا يقول: "نحن مكرمون، الأمة كلها مكرمة من أجله صلى الله عليه وسلم"!

طلبت منه أن أصور معه، فقال للمصور: "صورني مع ورثة الأنبياء". يعني: العلماء!

وشهدته مرة - وقال لضيف عنده -: كل. فقال الضيف: لا آكل حتى تأكل!

فقال الشيخ: كل، فأنا آكل بالليل والنهار!

ففطنت للمعنى الذي قصده، فقلت له: كيف تأكل بالليل والنهار؟!

قال: آكل من كف النبي صلى الله عليه وسلم!

قلت: إي وربي إنه لحق، وفي الصحيح من حديث معاوية رضي الله عنه: "وإنما أنا قاسم، والله عز وجل يعطي"!

وهذا الحديث وإن ورد في قسمة الغنائم؛ إلا أنه عند العارفين المحققين معنى مشهود مستمر وثابت،
 ولا ينقطع قسمه صلى الله عليه وسلم عن الأكوان طرفة عين،
 لا سيما عن أهل الشهود والعيان. وقد نص شراح الحديث على ذلك صراحة.
 أشار إليه شيخ الإسلام سيدي عبد الله الشرقاوي، شيخ الجامع الأزهر الشريف،
 في شرحه المسمى: (فتح المبدي في شرح مختصر الزبيدي)، عند شرحه للحديث!

وقد كان شيخنا الخطيب رضي الله عنه يصرح بأن النبي صلى الله عليه وسلم يلقنه العلم والأدب،
 وقلت في مدح أستاذنا العارف بالله الشيخ عبد السلام أبي الفضل -
 ونقله عني شيخنا الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم الحفناوي في كتابه(زاد الأتقياء)،
 وهو قطوف مختارة من كلام الشيخ رضي الله عنه -:
تلقنه ملائكة كرام 

ويحضر عند خطبته النبي!

وتحسبه إذا ما هم يفتي 

يلقنه الإمام الشافعي!

سمعنا ذا الكلام فمن يعيه 

يصدقه، ويجحده الغبي!

وفي(الجواهر المضية في طبقات الحنفية) لابن أبي الوفاء القرشي، في ترجمة فلان البلخي - ولا تحضرني الآن ترجمته -
 أنه كان لا يفتي حتى يعرض فتواه على النبي صلى الله عليه وسلم في المنام - ومن رآه في المنام فقد رآه حقا -
 وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصحح له فتواه إذا أخطأ فيها!

فدونك هذا المشهد الحق، فعض عليه بالنواجذ، وسلم تسلم، ولا تنكر فتبتلى،
 وهنيئا لمن قسم له النبي صلى الله عليه وسلم القسمة الكبرى، وكال له بالمكيال الأوفى، جعلنا الله منهم بمنه وكرمه..آمين!
اللهم إن أحيا غيرنا ذكر الفاسدين؛ فأحي بنا ذكر الصالحين!



.






.

0 تعليقات