ذاكرة العشق. "٤٠"

.



 ذاكرة العشق.

"٤٠"





وكان فيه واحد من إخواننا، قاعد فى سيدى أبي الحسن،
له ابن بلغنى انه ساب الخدمة،
وإنه قاعد دلوقتى فى سيناء،
قاعد فى دير سانت كاترين، بس احنا ما رحناش سيناء،
وعاوزين نعمل رحلة لهناك، قبل ما نمشى من قنا من هناك،
فيوسف استنانى على باب الحمام، وهو ماسك الفوطة،
ومستنينى على ما أطلع. ودى بركة أمى
أن ربنا بيسخر لى اللى يسعدنى،
لأن ما ليش مطالب من الدنيا، ودى بركة أمى الحاجة.

أنا ببقى فرحان وسعيد لما يكون معايا اللى يحيى جوف أى واحد،
وأنا صغير احنا من شارع سيدى دغش فى ميت شهالة،
مع أمى اللى ولدتنى، كان لما يبقى معايا قرش صاغ،
أروح اشترى سكر وشاى وأى حاجة،(خدمة كده صغيره) .
فى يوم استضفت واحد من البلد، ورحت البيت،
وجبت السبت بالعيش، وعملت له شاى بعد شوية،
أخدت واحد تانى، أما مشى أمى إللي ولدتني
قالت لى: "يا إبراهيم دول من البلد! شوف أى حد غريب،
وهاته أحسن!"، قلت لها: "حاضر يا أمى."،
لغاية ما قالت لى: "أنا بقولك هات الغريب؟!
هات اللى تلاقيه يا بنى ربنا يوسع عليك."،
والفضل، فضل الله والقرآن ما خلاش حاجة أبداً أول
سورة البقرة:
بسم الله الرحمن الرحيم"الـم (1) ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)"
عشان ما انكرش فضل ربنا،
أما يكون معايا المطلوب بطلعوا ربنا بيبعت أكثر منه،
لأن ده فضل ربنا، ولأنه ما فيش أكرم منه.
وهو عارف اننا كلنا اخطاء وذنوب بس ربنا يسامحنا،
وحضرت سيدنا النبى يسامحنا، وأمى الحاجة زكية تسامحنا،
ويرحم والدينا، ويدخلنا فى عباده الصالحين.
نكمل كلامنا مع أمى الحاجة زكية، رضوان الله عليها،
كان فيه واحد اسمه الحاج عبد الحميد مكى
من إدفو من حبايب أمى الحاجة،
وواحد كان اسمه الشيخ عارف من قنا
جم يزورونى هنا(الشهداء)لما كانت أمى الحاجة
فى المستشفى بعد ما اخدوا واجبهم، رحت أركبهم،
كانت العربية عاوزة ثلاثة ركاب قالوا لى:" تعالى روح لأمك."،
وكنا يوم جمعة وأنا جاى من عندها يوم الأربعاء
المهم ركبنا وروحنا لها المستشفى.
وهو كان طويل كده، دخل وقال لها: "يا حاجة زكية."
قالت له: "اتفضل يا حاج عبد الحميد." قال لها: "جبت لك ولدك."
قالت له: "ولدى مين؟"،
قال لها: "ولدك العمدة إبراهيم العشماوى."،
شخطت فيه شخطة كان حيقع من طوله،
قال له: "أنا قلت لك هاته؟ أنا قلت لك هاته من عند ولاده؟!،
والله بن القلب دهوه ميخشش علي."،
بتتكلم عليا انا بقى فدخل يكلمها هو والشيخ عارف،
وأنا دخلت أوضة تانية قعدت اصلى فيها وأنا عارف هى بتقول كده ليه،
وندهت للبنت اللى كانت معاها قالت لها:
"وضبى الأكل واديه للقاعد بره دهوه بن القلب،
واعملى له شاى." فقال لها: "لإبراهيم"
قالت له: "آه"، قال لها:"إنت شخطت فيا يا ست الحاجة.
كنت حاقع من طولى!"، قالت له: "إنت مش واخد بالك،
ده مرتب عياله رايح جاى على، بس تقول له أمك،ينسى كل حاجة، فاحنا مشفقين عليه يا شيخ عبد الحميد."، عليها رضوان الله.
من باب الرحمة يعنى.
ولما ذهب الشيخ أحمد شمس الدين لأمي، أخذ معاه واحد،
ولما وصلوا الخدمة رفض الواحد ده يسلم على أمي،
علشان مش بيسلم على حريم، فقعد بره،
ودخل الشيخ أحمد عند ستى الحاجة زكية،
قالت له: "أنا جتلى تفاحة دلوقتى من سيدى فرغل!"،
قال لها: "تبقى بتاعتى!"، قالت له: "لأ دى بتاعت
الراجل اللى واقف بره مبيسلمش على حريم!"،
راح دخل يبوس على ايديها ورجليها.



.


0 تعليقات