.
ذاكرة العشق.
"٤٦"
اما جينا هنا انا وام مصطفى، ونقلنا هنا من مصر،
ام مصطفى كان طلع لها كيس دهنى فقالت لى؛ "شوف يا ابراهيم..."،
قلت لها: "طيب أما نروح مصر أبقى قولى لامى الحاجة عليه..."،
قالت: "لأ انت إللي بتدخل عليها، وبتكلمها قول لها أنت."، قلت لها: "حاضر."،
فلما رحنا، وقلت لأمى حطت إيدها عليه، وقالت: "لألأ ده يروح إن شاء الله."،
وهى حاطة إيدها الشريفة عليه، وبتكلمنى،
"ده انت بنتى ده يروح، وهو ابنى ده يروح."،
وفضلت تقول كده بفضل الله ما فاتش اسبوعين إلا وراح لوحده
بفضل الله وببركة امى الحاجة.
- الحاج( أ-ا ) بتاع أبو تيج الله يرحمه، دخل علي أنا و أمى كنا فى ستنا السيدة زينب،
وكان صوان كبير قوى؛ متقسم مكان للمطبخ،
ومكان للحريم، ومكان لخلوة أمى، عليها رضوان الله،
وكان أبوغزالة قاعد على الباب، دخل علينا الحاج( أ-ا )،
وكان من الصالحين فبيقول لأبو غزالة: "أمك نايمة، ولا صاحية؟!"،
قالت له:"خليه يخش يا أبو فتحى."،
وأنا كنت قاعد مع أمى، قلت لها: "أقوم يا أمى...؟!"،
قالت: "إللي داخل أخوك."،
دخل قال لها: "أنا عوزك يا حاجة زكية تحبينى زى بن القلب دهوه!!"،
قالت له "إنت ابنى، وهو ابنى"،(وكررها تانى)،
قالت له: "إنت ابني وهو ابنى" (وكررها تانى)"
راحت معدولة فى جلستها زى الأسد "إنت بتقول إيه يا شيخ (أ)؟!،
أنا بقول لك: "إنت ابنى وهو ابنى ماهواش عاجبك؟!
ده هو اللى خرجت بيه من الدنيا،
وده اللى ربنا قال فيهم يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف،
وده اللى ربنا بيقول فيهم يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة،
وده لو جبنا قدامه سيرت المادة حيطلع كل معاه،
ناقص يخلع جلده.
إنما إنت لو قلنا لك هات فلوس نجيب بيه عيش حتفر تخاف لتطلع خمسة جنيه!!"،
قلها: "يا ست الحاجة إللي نافعة إنه حافظ كلامك كله. " فكلمته،
وايدها على صدرى، وقالت له: "ده منقوش فيه يا حبيبى!"،
فلما شهدت لى أنا اعتبرتها شهادات لى، فانا بقيت اطنتط،
ورحت ماسكه وموطى عليه عضه،
قالت لى: "اخوك يا بن القلب وحاشتنى عنه.
"، قال لها: "ده ضربه شفاء ده حتى شغل لي الدورة الدوامية خلاني،
وأنا بابكى اضحك!" عليها رضوان الله.
- قالت لى من ضمن الكلام:"أنا عايزاك زى العجينة فى ايدى نشكلوك،
زى ما احنا عايزين!"،قلت لها: "حاضر يا أمى ان شاء الله."
- وقالت لى: "أنت ولدى والحب فيه طالب ومطلوب،
وانت يا ولدي طالب ومطلوب!، قلت: "حاضر يا أمى! "،
قالت: "احنا عاملين زى الراجل الفلاح ديماً إيدو فى الأرض بينقى منها العفش،
والنباتات الضارة عشان الزرعة تبقى حلوة،
شوف القمح بيرووه بنظام، ويراعوه،
وبعدين يضموه، وبعد ما ينضم يدرسوه،
وبعدين يدروه الأصل فى ناحية، والحبوب فى ناحية،
وبعدين نغسلوه، وبعدين نطحنوه، وبعدين نعجنوه،
وبعدين نخبزوه، ولابد من دخوله للفرن عشان يستوى فعايزنك كده!!"،
قلت لها: "على بركة الله عشان يبقى فيه نفع للناس.".
.
0 تعليقات