ذاكرة العشق




.

 ذاكرة العشق



.تمهيد...
كان سيدي العمدة قد تحدث لخاصته في خمسة شرائط كاسيت عن قصة حياته، وقد سلمها للدكتور أحمد شبل ناطورة، لتفريغها، وقام سيادته بجهد أسطوري لنقلها كورق، لطبيعة التسجيلات، ولضعف صوت سيدي العمدة بن الزكية، وقمت ببعض التحرير للمذكرات بأمر من سيدي الدكتور محمد الجزار، ونظرا لقيمة العمل وضخامته النسبية، ولشدة شوقي لمولاي العمدة،رضي الله عنه، قررت نشرها تباعا على صفحة الطريقة البندارية لمولاي الشيخ محمود الصعيدي، وذلك كمراجعة للتحرير والكتابة والصياغة، ولإشراك محبيه في التدقيق، وللاستدراك علي فيما أكون قد أخطأت فيه من تحرير، والله أسأل التوفيق والسداد.




ذاكرة العشق...

لمولاي العارف بالله
سيدي إبراهيم العشماوي
الشهير بالعمدة-رضي الله عنه وأرضاه-

حياتى مع أمي

الحاجة زكية عبد المطلب بدوى
الشريفة الحسينية.

"1"
بسم الله الرحمن الرحيم
الاسم/ العمدة إبراهيم محمد العشماوى.

تاريخ الميلاد/
محل الميلاد/
ولدت فى قرية ميت شهالة، بمركز الشهداء محافظة المنوفية.
فى نشأتي وحياتى قبل لقاء أمي الحاجة زكية عبد المطلب بدوى الشريفة الحسينية.
الفصل الأول.
اللقاء الأول.
مولد ستنا السيدة زينب في يوم الاثنين الموافق 16/1/1961م -28 رجب 1380هـ
فى مساء يوم من أيام مولد ستنا السيدة زينب، رضي الله عنها، بالقاهرة أخذني أحد أصدقائي وهو أخي وزميلي بالعمل الشريف الحاج أحمد محمد سالم تعيلب لزيارة ستنا السيدة زينب، فقابلنا رجل كريم البصر يعرفه فسأله "أين مبيتك يا شيخ فلان؟"، فقال له:"على الله!"، هنا قال الشيخ أحمد:
" تعالى يا إبراهيم نوصله عند الحاجة زكية، وهى سيدة فاضلة من آل البيت، ومن أولياء الله الصالحين..."
فعندما قال لي هذا الكلام بكيت على نفسي، وقلت له: "اذهب أنت وصاحبك!" فألح علي، وقال إنها من الأولياء فبكيت أكثر، وقلت "أين أنا من أولياء الله؟!" فقال: "تعالى معي، وسلم عليها"، وكنت فى ذلك الوقت لا أعرفها، كما كنت مقصراً فى أداء الصلاة فى هذه الأثناء، وكان ذلك سبب بكائي. وأخيراً ذهبت معه ليوصل صاحبه الكفيف. وعندما دخلنا عليها رأيت أناساً كثيرين يأكلون، فهى تقدم الطعام لله، وعندما جلسنا بالقرب منها، وألقى صاحبى عليها السلام، وكانت جالسة تصلي خلف الستار فقالت له "من معك يا أحمد؟"، فقال لها "زميل اسمه إبراهيم العشماوى."، قالت "قربه مني يا أحمد..."، فجلست مكانه فأصبحت قريباً منها بعد رفع الستار، وعندما رأيتها بكيت أكثر فقد رأيت سيدة طيبة طاهرة من آل بيت النبي-صلى الله عليه وسلم-، وشممت منها رائحة المسك، فسلمت عليها، وأحضرت لي كوباً من الشاي، وأخذت منه رشفة واحدة، وقدمته لى بيدها اليمنى، وربتت على كتفي بيدها اليسرى، وهى تقول "اشرب هذه على بركة الله."، فشربتها على بركة الله كما قالت، وظللت أبكي طوال جلوسى معها حتى الصباح. فأردت أن أذهب إلى عملي أنا وأخى أحمد فاستأذناها فأذنت لنا، وقالت لي أن إت إلينا مرة أخرى. فذهبت إليها فى اليوم التالي فى حي السيدة زينب، وكنت وحدي هذه المرة. فقابلتها أمام مسجد ستنا الكريمة السيدة زينب فأخذتني من يدي، ودخلنا لزيارة ستنا السيدة زينب فكان وقوفي أمام ضريح السيدة زينب، وأمنا الحاجة تقف خلفي، فأحسست أنها توصي السيدة زينب علىَّ ،وصارت تدعو لي ثم خرجنا من المسجد. فقالت لي: "زرنا فى بيتنا..."(148 شارع جوهر القائد بالدراسة أمام جامعة الأزهر) فسألتها "وأين كنا أمس؟" فقالت إنها شقة نستأجرها كخدمة فى مولد السيدة زينب ،رضى الله عنها، فقط.
وذهبت لأولادي، وكان منزلي بالعباسية، وعندما ذهبت إلى عملي في صباح اليوم التالي، خرجت لأبحث عن هذا العنوان، ووصلت إليها-بإذن الله-فرحبت بي كثيرًا، وأكرمتني كثيرًا، وقالت "مُرَّ علينا دائمًا باستمرار، واجعله بيتك." ولما تكررت زيارتي لها، وجلوسي معها رأيت لها محبين لا حصر لهم، ومن كل الجهات لكن أكثرهم من الصعيد. وقد رأيت بعض الأمور من بعض الناس الذين يأتون إلى ساحتها شدت انتباهى، وتعلمت من هذه الأحوال درسًا.
فأردت أن أحضر زوجتي وأولادي، وقلت لزوجتى يوجد سيدة شريفة حسينية من أولياء الصالحين ساحتها قريبة من عملي، أود أن نذهب إليها أنا وأنت والأولاد لنخدمها فى هذه الساحة المباركة.
وقلت لزوجتى رأيت بعض الأمور التى لا تعجبني، كأن يتشاجر أحد المريدين مع الطباخ ليأكل لحمًا، وتكررت هذه المسألة أمام عيني أكثر من مرة. فسنذهب إليها -إن شاء الله-، ونقوم بما تطلب منا من أعمال فى هذه الساحة، ولا ننظر إلى اللحم فإن أعطونا أكلنا، وإن لم يعطونا أحضر لك فى بيتنا ما تريدين فوافقت. وهذا ما أراحنى كثيرًا. فأكرمتنى أمي كرمًا كبيرًا بلا حدود حتى أنها أطعمتني بيدها الشريفة طعامًا من الجنة، والله على ما أقول شهيد. فعشنا فى خدمتها وكنا نذهب أنا وأولادى إليها كل جمعة من الصباح حتى آذان العصر، أو حتى تقول زوجتى هيا نذهب إلى منزلنا، فكنت أحس بأنها تخنقني؛ لأنني في أنس أمي، والصالحين من حولها، فلما أحست أمي بحالي قالت لي: "يا إبراهيم عندما تطلب منك زوجتك الذهاب إلى المنزل فطاوعها، واذهب لتريحها، وتعالى إلينا بعد ذلك فى اليوم التالي...". فبطاعتي لأمى أصبحت مُرتاحًا بفضل توجيهاتها لي.
وكنت عندما أقول لزوجتى إنني ذاهب هناك كانت توافق بسرور، وإذا تأخرت عند أمي لم تقلق علي، وتكون مطمئنة، وكنت على هذه الحال مدة من الزمن. فكنت أرجع إلى البيت عند المغرب، وفى بعض الأحيان عندما كنت أستأذن من أمى للذهاب إلى البيت بعد العصر كانت أمى تقول لي:"انتظر حتى المغرب..." فأنتظر، ثم أستأذن بعد المغرب فكانت تقول لي "انتظر حتى العشاء فأنتظر..."، ثم أستأذن فكانت تقول "انتظر هناك أحباب سيأتون حتى تقدم لهم الطعام..."، فأنتظر حتى وقت متأخر من الليل. واستمر الحال هكذا أيامًا وليالٍ كثيرة. إلى أن حدث ذات يوم أن كنتُ راجِعًا إلى البيت متأخِّرًا من عند أمي حوالي الساعة الثانية عشر بمنتصف الليل ،وكنا فى فصل الشتاء، وعند صعودي إلى شقتي ،التي كانت بالطابق الثالث بحي العباسية، شعرت برجفة فى جسدي بالليلة الأولى، وبالثانية حال رجوعي بذات الوقت المتأخر من الليل، شعرت بشئ غريب يمر بين جسدي، وبين ترابزين السلم، وسحبته طويلة، وشعره ناعم للغاية، وفي الثالثة مر نفس الشئ بين قدمي، وفي الرابعة مر نفس الشئ من الجهة الأخرى على خلاف ماسبق، فأحسست بالخوف الشديد، ولما أخبرت أمي بما حدث...


.

2 تعليقات

  1. السيرة الشريفة المباركة الخاصة بحضرة سيدنا العمدة وأمه حضرة سيدتنا الحاجة زكية رضى الله عنهما
    تعليقات

    ردحذف
  2. السيرة الشريفة المباركة الخاصة بحضرة سيدنا العمدة وأمه حضرة سيدتنا الحاجة زكية رضى الله عنهما
    تعليقات

    ردحذف