ذاكرة العشق.

.

ذاكرة العشق. 

"23"






وبقى حالي بكا، لدرجة كنت جاي من مصر. وفى الشارع، مسكني البكاء، فوقفت عند عمود نور،
 وأنت داخل ميت شهالة كده عند زيور، وكان معايا ابني مصطفى، وكنا بالليل قوى؟ والجو كان تراب،
 وقلب مطر شديد، وقفت تحت العمود ده أبكي، وأقول يارب هفواتي كذا وكذا، واللي حصل مني كذا وكذا،
 يارب متعاتبش أمي في، يارب خذ من حسناتي لو لي حسنات وأدي لأمي، وفضلت كده،
 معرفش مر علي وقت أد إيه، لدرجة إن واحد فايت قال: "سلام عليكم" مردتش عليه قال: "إنت مين؟"،
 قلت له: "أنا إبراهيم العشماوى!"، قال:"إيه يا إبراهيم مالك؟ قلت له: "بابكي وخلاص!"، معرفتش أقول له إيه،
وكثير من الحاجات دي كانت بتحصل، وأقول "يارب سامحني على الأخطاء دي!!"،
 المهم إنهم أبناء سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم، ومحدش زيهم أبدا،
اللهم صل على جدهم سيدنا النبي. ذهبنا سيدى أبي الحسن مرة،
 ومرت أمي على الشيخ فلان بقرية من القرى على النيل،
 فى هذه الرحلة أنا كنت معاها، وكان معانا شيخ معمم من الجيزة، وكان معانا اللواء علي بدوي، الله يرحمه،
 وأمي كان لها طلب لوجه الله، كان فيه واحدة لها بيت فى السيدة زينب مهدود،
 قالت لأمي الحاجة: "خذى البيت ده لك اعمليه ساحة..." ولكنها رجعت مرة آخرى وقالت لها: "خذيه إنت والشيخ فلان الفلاني."
وكان من أحلام أمي الطيبة أن يكون لسيدنا الحسين خدمة، وأن يكون للمشيرة زينب خدمة آخرى مستقلة.
 فكان ذهابها للشيخ من أجل الاتفاق على إنشاء خدمة السيدة زينب، رضي الله عنها،.
 فعلم الشيخ بحضور أمي الزكية، ولكنه لم ينزل لاستقبالها، حيث كان يسكن في طابق علوي.
 ومهما بلغ الشيخ من الولاية فهى بنت حضرت سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم شئ لله يا سيدنا الحسين .
. وبعت لنا خادمته، فأرسلت امي له معها مبلغا من المال، وكنا معاها على عتبة بيته، وكان موقف محرج جدا،
 يعني ناس جايه من سفر طويل وهو حتى منزلش يستقبلنا، ولا حتى خلى الخادمة تعزم علينا بالطلوع،
 وبعد شوية لقينا الخادمة نزله، وحب يعمل إنه بيكشّف قال لأ قوليلها هاتي الألف جنيه،
 أمى حطت له ثمان مائة جنيه، طلعت الخادمة ونزلت تاني وقالت" بيقول قوليها الألف مصحح!!"
 أمى قالت وهي زعلانه، "يلا نمشي"، ساعة ما قالت"أنا عاوزه أمشي،
 الدنيا مطرت والله العظيم الدنيا مطرت والدنيا حر نار، وقبل أن تنصرف أمي،
 قال أحد ممن كان يصاحبنا، وكان رجلا معمما، للخادمة،" 
(( أخبري الشيخ إن الحاجة زكية بتستأذن في الانصراف...))،
لم يكد الشيخ المعمم ينهي كلامه حتى وجدتني ممسكا في خناقه،
 أصرخ في وجهه: "إنت مين إنت عشان تقول الكلام ده، وبتقول الكلام ده ليه؟ هو مين يستأذن من مين؟
 الحاجة زكية تستأذن من عيّل؟"، وتجمع الناس إللي في الشارع لتخليص الشيخ المعمم من يدي الممسكة بخناقه.
 غضب خالي اللواء علي بدوي مني، فكيف أفعل ذلك مع شيخ معمم. وأمرني أن أترك الشيخ،
 وشخط في" سيبه يا إبراهيم متفرجش الناس علينا..." فسبته، وسألني بانفعال" ليه؟"
قلت له "الحاجة زكية مقالتش له، هى بتقول لنا احنا يلا نمشي..."، فقال الشيخ المعمم لهم "
صح هى ما قالتش لي، هو صاحب حق..." وقال لي "خلاص على كده، حقك عليّ..."،
وطبعاً ده راجل معمم، ومعاه علم بس هو أخطأ. هى مين دى وهو مين ده؟.
 كانت الواقعة دية يوم الخميس،
وبعد ما أمي رجعت الخدمة يوم السبت، طالعنا جريدة الأهرام بأن سيول نزلت على القرية دية،
 أزاحت ثلاثة وستين بيتا، وعملوا للأهالي خيما في الجبال. وقبض على الشيخ فلان الفلاني،
 ومعه فلان الفلانى بكتب سحر.
قالت أمي :- "لما غضبت الدنيا مطرت، آه منزلش هو عارف نفسه. لو نزل حينحبس احنا مين وهو مين؟"،
وعلمت من ساعتها أن معظم أولئك يعملون في السحر. وهذا لايلزمنا طبعاً.
 اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله.


.

0 تعليقات