.
ذاكرة العشق.
"٢٢"
رحت على سيدنا الحسين لقيت أخويا الشيخ فلان الفلاني(صاحب المشكلة)، والشيخ علم الدين، واحنا لنا مكان معين بنصلي فيه كلنا، لقيت ابن اخته قال لي: "دريت؟!"، قلت له: "دريت بس مش كله!"، قال:"حتى سيدنا الشيخ علم الدين جه، واستأذنا منها إنه يدخل(للتوسط) على أمنا الحاجة زكية، قالت يتفضل بس بشرط مايسألنيش فى حاجة، فانت يا إبراهيم ابنها وتقولها!"، قلت: "حاضر بس انتم كلكم عارفين، وخالك فلان الفلاني عارف إن أنا ما ليش رأى أبداً عندها!"، المهم لما رحت لها قلت لها: "يا أمي أخويا فلان الفلاني حصل منه كذا وكذا؟!، قالت: "آه حصل، حتى بعت له واحدة تقول يا أخويا فلان، رجعها. بعت له أكل رجعه، وبعت له كذا رجعوا"، قلت لها: "طيب عن إذنك أروح له."، أذنت لي. أخدت أم مصطفى، ورحنا له، قعدت أكلموا، كان فيه ناس من قنا كلهم يعرفوني، وأنا أعرفهم، قعدت أكلمه، وأقول له إحنا إخوة، بلاش ننشق، ونشق التوب، خلينا زي ما احنا أول كلمة قالها(الله يسامحه) "أنا عامل زي الفارس إللي نزل الميدان!!"، قلت له:"ضد مين؟!، وكتفي فى كتفك مش حسيبك أبدا"، قال:"ضد أمك ، وقعد يشتم فيها، قلت له: " هي أمك، زي ما هي أمي...! لكن حكاية ضد أمك دية، أنا مليش صالح بالحته دى أنا جيلك يا اخويا نخلي توبنا زي ما هوه، وبلاش الشيطان، وبلاش الحاجات دي، وقال" مفيش رجوع ابداً..."، وقال لي كلمه؛ "إذا كنت جاي عشان الأرواح إللي انت متربي فى وسطهم، أهم قاعدين قدامك أهم!!، جاي للأكل والشرب روح لأمك!!"، قلت له:"احنا مش بتوع الأكل والشرب مش بتوع الدنيا يا اخويا، يا اخويا مفيش أبداً تنازلات؟!!". ومخه كان صلب جدا، وابنه يقول له: يا بابا ده عم إبراهيم الغالي!!"، لكن أبدا، ماكنش فيه فايدة أبداً. قال لي:"قوم سيب الشاي، وقوم امش من هنا!!"، رحت قلت له: "إنت عارف إللي إنت بتقول عليهم إخواني دهم، والله مافي حاجه منهم نافعة أبداً لا لك، ولا لغيرك!!"، قام هاج وراح شاتمها تاني، قلت: "إنت رايح فين يا شيخ؟، دى بنت حضرت النبى، وانت لو مش أخويا ما كنتش حكلمك الكلام ده. أنا جاي مخصوص عشان أكلمك، وعشان أخلص ذمتي من ربنا. وبرضه انا مش عاوزك تشق توبنا حرام عليك!" مفيش فايدة أبداً، قال:"لا، هنا مفيش اثنين!"، قلت له: "دية أمنا"، قال:"لأ ده هي كذا...!"، قلت له:"لأ عيب حرام بقه!"، قال: "لأ"، قلت: "إنت بتقسمنا، وأنا مش حاختار! حخلي ربنا اللي يختار لي، يلا يا أم مصطفى..."، بعد نصف ساعة بعت ابنه يقول لي: "أخوك بيقولك هات أم مصطفى وتعالوا..."، قلت له "لأ، أنا بقول الكلمة مرة واحدة بس أنا حاروح لأمي خلاص..."بقى يقابلني فى الشارع مكلموش، ده إللي حط إيده على عينه، وأقسم ذات يوم، وقال: "إبراهيم هو أعف نفس، وحياتنا معاه، واتكلم كثير."، يعني حبينا بعض، وماكنش ياكل إلا مع إخوانا، ولو مراته خلت له حاجة خاصة يهيج الدنيا، ويقول لها: "أنا مابكلش إلا مع إخواني...!"، وهو كان كده صح.كان فيه راجل من الصالحين من أسيوط معروف، دخل الساحة عندنا جه يسلم عليه ساب له إيده يقبلها، وهو لم يقبل إيد الشيخ، الكلام ده لف الساحات كلها، ده أيضا سبب كان من الأسباب، ربنا يكفيكوا شر أنفسكم يا أحباب. واتنقل عند سوق الليمون عند بوابة الفتوح، وأنشأ ساحة للخدمة خاصة به، ماشفتهاش أنا ماروحتلوش. فيه واحد كان من أسيوط، فى يوم من الأيام، وأنا هناك وأمنا موجودة، بيقول لها: "يا ستنا الحاجة أطلع أجيبلك راسه؟!!"، قالت له: "لأ، ده ولدي!!"، واحد تاني بيقول لها عنه: "مش عارف إيه!!"، قالت له:"لأ هو ولدي، بس هم دابحينوه بسكينه باردة!!"، واحد ثالث بيقول لها عنه: "ده مجتهد قوى قوى كل ليلة بيصلى على النبى اد كده..."،وهو فعلا كان كده تعرف هي قالت إيه؟!، "إللي مالوش حاجة عند آل بيت النبى، مالوش حاجة عند ربنا..."،كلمة تطبب الموازين كلها. آل بيت النبي الباب الكبير، وصِعب علي وزعلت، وفضلت زعلان عشان أخويا لغاية دلوقتي.وفلانة عاتبتنى، وبتدعى انى طلعت اتعشيت ونمت عنده في سيدنا الحسين, وأنا لا نمت، ولاكلت، فبتلومنى وأنا والله ما عملتش كده .وكنت أقابله فى الشارع مكلموش لدرجة إنه اشتكانى لبعض إخواني، فمراته الحاجة كانت عند الحاجة أم مصطفى قالت: "يا إبراهيم إنت جيت مرتين ثلاثة ماجيتش لأخوك!!"، قلت لها: "مبجيلوش، أجي أعمل إيه؟ مش كفايه إللي عمله؟، ما انشق ثوبنا، وخلاص!!"، قالت:"تبقى زعلان بقى؟!"، قلت لها:"أيوه طبعاً زعلان!"، قالت: "ده بيقول بيقابلني ميكلمنيش..."، وقالت:"عارف ياعمدة ده احنا شفنا الويل!!"، قلت لها: " هو إللي عمله في نفسه، هو إللي عمل الكلام ده!!".فيوم طلعت له، بعد مرور سنييين على انتقال أمي، المحبة والعشرة ديما لها أحكام ياولدي، وأنا تعبان كده، وماسك عصا بتسند عليها، كان قلبي تعب، رحت له من سنتين، ثلاثة كده فلما قابلنى راح مضّير كده وقال: "إيه ده يا إبراهيم؟! إنت داخل على الإخوان بالعصايه فى إيدك؟"، قلت له: "عصاية إيه يا شيخ؟، هو احنا كنا بنمسك عصيان قبل كده، ده انا بتعكز عليها مش قادر أمشى"، علماً بأن اللى قاعدين عنده كلهم كانوا تسعين سنة، وثمانين سنة، وعارفيني،أنا زعلت، قلت:" بقى أنا طالع له بشوقي، وروحي يعمل معايا كده؟!"، فواحد قال لي: "تعال ياعمدة متزعلش، أحمد ربنا إنه عمل كده بس، إنت ربنا أكرمك ده عمل معانا كذا وكذا..."،ابنه قال لي:"لازم تاكل" قلت له: " حاقعد كأننى أكلت، إنما والله ما أنا ذايقه أنا حاقوم اغسل إيدي وامشي...". قاعدنا مع ناس من منفلوط بيكلموني، بيقولوا يا عمدة إحنا من زمان ماشفناكش، قعدت أضحك معاهم؟ واتكلم معاهم على اسم إني باكل ومابكلش، ومشيت لكن بعد كده كان يقابلني فى الشارع مكلموش،عاوز يكلمنى في مرة فقال" ده واحد قليل الأدب..."، وبيشاور علي أنا، وبيضحك عاوز يكلمني!!، قلت له: "لأ، معلموناش قلة الأدب يا شيخ!!، قال: "ده أنا أخوك ..."، قلت: "أنا كنت طالع لك بشوق طالع لك الدور الثالث، وأنا مش قادر، العمدة طول حياته كان بيشمي فاضي من غير عصا، لكن مكنتش قادر!"، قال: "خلاص معلش..."، قلت له: "طيب بتغلط فى أمنا؟، ده عدل ربنا؟، دى بنت حضرت سيدنا النبى!"، ربنا يسامحه لأنها جت فوق دماغه، يعنى هى جزمتها تاج فوق دماغي، إنما هو جه فى الآخر فكر نفسه شيخ فجت الحكاية فوق دماغه، ومرة من المرات جت السيرة قدامي، وقالت لي أمي:" جميع الأولياء إللي فى مصر، حاولوا يدخلوا في الموضوع معرفوش، وتعرف يا إبراهيم ياولدي، والدمعة فرت من عينيها مش أنتم زرعتى يا ابراهيم؟ ده حكم علي أنا مش عايزاه...!!"،أنا زعلت عشان أخويا. ولذلك أما بتقول في الوداع الأخير أدعي لي، مش أنا إللي نطقت، ده ربنا إللي أنطقني قلت لها: "ربنا يبارك لك فِيَّ يا امي!!". ولما فقت دريت أنا قلت كده ليه، قلت الحمد لله ربنا خلاني أقول كده عشان أنفذ كلامها، وبقيت أبكي، وانا ماشي، وأقول يارب إذا كان لها هفوات، وأنا لي حسنات يا رب خذ من حسناتي، واديها. أنا لو دخلت جهنم وهى فى الجنة حبقى مرتاح، وساعات أطلب من ربنا يارب احفظني ومتخلنيش أغلط عشان ميبقاش العتاب لأمي، والله العظيم ببكي، وأقول احنا بشر بنخطئ ونصيب وربنا عالم إننا مخلوقين من ضعف ولابد نخطئ ونستغفر، ونتوب. إنما برضوا بقول يارب عشان بنت حضرت النبى، محدش يعاتبها.
.
0 تعليقات