ذاكرة العشق. "٢٨"

.


ذاكرة العشق.
"٢٨"







لما قعدت فى المقام قدامها - بعد انتقالها رضي الله تعالى عنها، وأرضاها، كنت زعلان كتبت قصيدة بقول فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم...
من الابن المتيم...
رسول الله يا قرة عيـــــــونى : على أرض الـــــــــــزكية أنبتـونـى
وقـالوا إنـه حـــــــــق علينا : و مِــــــــــن زاد المحبـة الهـمونـى
فسال الدمع شوقاً يا حبيبى : وفاضت من محاسنكم عيونى
ونـــــار الحب أججـها فؤادى : وبالعهــــــد المـــــوثق طوعونـى
أقايض فى معيتكم حيــــاتى : و ظنى انـكـــم لا تحرمـونـى
وأسهر فى محبتكم أنـــاجى : إلهــــــى تجــــزهم مـا أسعـدونـى
فلا والله لا أرجوا سواكـــــــــم : وأيـــــــم الله ما شطت ظنـونى
وأمضى شاكراً بين الفيافى : وأبكــــــى صـــــابراً حتى لمونـى
سأقرع بابكم ما دمت حيــــاً : و أطمــــــــع دائمـاً أن تقبلونى
بروض الشاذلية هــام قلبى : وثـــــــارة فى هويتكــــــــم جنونـى
فيال مـــــــــحبتى رقوا لحـالى : ويـــــــال عشيرتـى لا تظلمونـى
إذا ما جئت يوما فى بكائى : على روض الزكية فاعذرونى
تسح مدامعى شوقاً إليهــــا : كأيــــــــــــام الحسين لتـسمعـونـى
حنان مـــــــن حنان أشبعـتنــــا : و أهــــدتنـا المـكاحــــل بــالعيونـى
وإن الدمع لا يكفى الليالى : لمـــــــن كانــــــــــوا بحـق أكرمونـى
فهم آل النبى ذوى المعالى : خيــــــــارٌ مـــــن خيـــارٍ واسـألونى
أنا لابن المتيم فى هواهــــم : أســـــير على هداكم علمـونى
نمر على الجبال وإن بكينا : تُــــــــــــأوِّبُ ثم كادوا يتبعونـى
وصلِّ ثم سـلم يا إلــــــهى : على المختار من كل البطونى
وآلٍ ثم صـحبٍ يا حبيبـــــى : إذا مــــا قلــــــــــــــت يا قرة عيونـى
ابن الزكية الشريفة الحسينية (رضى الله عنها) إبراهيم العشماوى(العمدة)
ميت شهالة – الشهداء – منوفية نوفمبر 1983م

ودهوه من أفضالهم عليّ وهو أصله كلام حق ، كلام حياة واحد عايشها، عليها رضوان الله عليها سلام الله ورحمته وبركاته، كانت بتقول لى: "والله أنا أحن عليك من أمك إللى شالتك فى بطنها!"، كلام يدوب الحجر ولذلك بقول فى قصيدة حميثرا:
بسم الله الرحمن الرحيم
رحمة الله وبركاته عليكم آل البيت...

يـا ســـاكنى بحميثـرا : دمعـى علـى خـدى جرى
روحــى تهيـم إليكمـو : تـطـوى الفيــافى القرى
والنـوم فـارق مقلتــى : يــا سـادتى مما جــرى
طـال انتظارى وليـس لى : عـيـن لغيـــركم تـرى
ويـهـيــم قلبـى كلمـا : لزكيتــى يتــذكـــرا
ويـــزيـد فـى دقاتـه : شوقـاً لـوادى حمـيثــرا
أمـى زكيــة مـريـم : بـل زينــب الحـاضـرا
نســل النبى محمـــد : جــد الحسيــن الطاهـرا
*********************
ياروحى روحى و ســلمـى : ع الشاذلـى غــوث الـورى
واستسمحـيه فــى أمنــا : دمــع الأحبــة احمـــرا
يا شاذلى اعطـف علـــى : صــبٍ أتـــاك حميـثـرا
صــب أتــاك مــتيـ م: فـى دمــعـه بل الثــرى
يستسـمحك فـــى أمـه : عــوداً بـــها للقـاهــرا
يخـضـر أعــواد لهــا : بحســيـنـنـا و الطـاهـرا
***********************
يا شــاذلى عذراً لمــن : يـأتـــى حمـاك مكـــررا
والدمــع فـوق خـدوده : عـــن أمـــه مستـخـبـرا
ذاب الفــؤاد و عـلتـى : عـن مـهجـتى لـن أصـبـرا
فزكـيتـى هـى قـدوتى : لــوسيـلتـى خيــر الـورى
و هــى التــى لـوفائها : دام العـطــاء مــع القــرى
و هــى التــى لحنانها : صخـــر الجبـــال تـأثـرا
و هــى التى جادت بمـا : تمـلــك يــداها و أكثــــرا
و هــى التــى زانـت : طـريـــق الشــاذلى الأوعرا
و كـأنهـا الشمـس التـى : ضـــأت بــوادى حميثـــرا
و كـأنهـا البــدر الذى : يمـحــو الظــلام إذا ســرى
و كـانها النجــم الذى : يهــدى البصيــر الحــائرا
و كــأنها البحـر الذى : يــروى الثـــرية و الـثرى
و كـأنهـا النبـت الذى : بيـــن الأحبـــة أثمـــرا
وكـأنها البــاع الـذى : طــال السحـــاب فأمــطرا
وكـأنها الجبــل الـذى : دومـــا يــؤب و يشــكـرا
وكــأنها الحوض الـذى : يـــروى الظمـــأ بلا مـرى
وكـأنها الصـوت الـذى : فـــوق المـــآذن كبـــرا
و كـأنها النــور الـذى : مـــس الضـريــر فأبصـرا
وكـأنها الركـن الـذى : يـــأوى الضعيــف المعسـرا
وكـأنها الرمــز الـذى : بهـر العقـــول و حيــــرا
وكـأنها سفـن النجـاة : لمـــن أتــاكـم زائـــرا
وكـأنها النــص الـذى : بـاســـم الإلــــه تفـسـرا
وكـأنها كهــف الغريب : لمــن أتــــى مسـتنـصـرا
كــم فـرجت من كـربة : لمـــــا رأت مـتـعســـرا
كــم أحسـنت لمـسيئها : مهمــــا أســـاء و كــررا
كـــم آثرت عن نفسهـا : لله تــرجـــو الآخـــــرة
قـامت على المعــروف : للمـلهــوف عـونـا بـاهــرا
و تـقـدمــت بيمـينها : تهمــى العـطــاء معطـــرا
فـمن الحـسين أصولهـا : ســبـط النبــى الـمـنــذرا
و الأوليــاء جميعهـم : و الأتقيــاء علـــى الـــورى
والله عنـكـم سـادتى : بكتــابـــه قـد أخبـــــرا
و لهـذا روحـى بعتهـا : للـــه و اللـــه اشـتــــرى
وعـلى الكـريـم توكلى : يـا شــاذلـى مــاذا تـــرى
إنــى أتيتــك سيـدى : مــع أنــنى مــتـأثـــرا
أهــدى إليــك تحـيـة : أهــــدى ســلامـا عـاطـرا
ثـم الصــلاة على النبى : و آلـــــه خيـــر الـــورى
ابن الزكية رضى الله عنها (ابراهيم العشماوى)(العمدة) ميت شهالة – الشهداء – محافظة المنوفية التاريخ/ 7/10/1982م وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

وكان فيه واحد بيشتغل فى وزارة الرى فى اسيوط اسمه زاهر، وكان مسيحى، أنا عارف الناس كلها، أنا متربى معاهم. زاهر ده كان شغلته شريحة العيش، أما يجى عندنا فى مولد سيدنا الحسين، وفى مولد ستنا السيدة زينب، كانت شريحة العيش على رأسه، وسلة الخضار فى إيده أمى تقول له: "هات كذا "، يروح يجيب، كنت أقول له: "إيه اللى جابك يا زاهر!"، يقول لى:"سيدنا الحسين بتاعكوا ياخويا!"، وفى ستنا: "يقول السيدة زينب بتاعتكوا ياخويا!"، أقول له: "هى *العضمة شكلها إيه ؟" يقول لى: "انا عارف اسأل امك الحاجة زكية هى اللى عارفة!!".
وكان فيه واحد من السبتية اسمه أبو كمال مسيحى بسأله له عن العضمة يقول لى اسأل أمك، وكانوا بيقعدوا معانا وقت طويل وياكلوا، ويشربوا معانا.
كان بحرها واسع قوى يا دكتور. أصل أنت لما تحب :- تأخد أجر إنما هما لو حبوك :- يبقى شئ تانى خالص خالص ...
_____________________________
*كان عمي وسيدي العمدة يداعب إخوانه المسيحيين فيسألهم عن لون العظمة، وللمسألة بعد تاريخي لايعرفه إلا من تبحر في التاريخ القبطي، حيث كان الرومان فى عصور الاضطهاد يلزمونهم بحمل الأثقال طوال النهار سخرة، فكانت تؤثر علي عظامهم عندما تحتك بعظمة الرقبة نتيجة لحركة مايحملونه، وثقله. فكانت لون عظام رقابهم وأكتافهم يتحول للون الأزرق.
يتبع بمشيئة الله.....

0 تعليقات