.
ذاكرة العشق.
"٣٢"
كنا فى سيدى أبو الحسن، وراجعين حودنا نصلى الجمعة فى سيدى عبد الرحيم القناوى، أما حودنا نصلى كنا فى الباب الصغير الضيق، وكنا أربعة أنا وأمي، واثنين كمان، فلاحظت إنها جابت واحد من وراها حطته جنبها ففهمت إنها مش عاوزة حد يصلى وراها، وهى كانت بتلبس ملابس رجال. بعد شوية جه واحد تانى، رحت موقفو مكانى، ورجعت وقفت وراها، وأعطتها ظهرى عشان محدش يصلى وراها وهى بتصلى. ودى حاجة من فضل ربنا علىَّ.
بعد ما عملت أنا العملية الكبيرة فى القلب (عملية قلب مفتوح ) جالى نزلة برد فى صدرى بقى ألم الصدر، والبرد، والعملية.جه المولد بتاع أمى بقيت زعلان ، بنتى قالت لى: "شوف أمك حتقولك إيه". قلت حاضر نمت فرأيت فى الرؤيا، زى ميكون أنا ماشى فى طريق سيدى أبو الحسن، قلت ده طريق مش كفاية بعد ما صحيت الصبح، وفطرت كنت قاعد مشغول بفكر، لقيت بنتى بتقول لى "ريح لك شوية يا بابا" قلت:"حاضر" ، فغفلت عينى رأيت أمى فى مكان واسع جميل، وأنا قاعد معاها قالت لى: "مالك يا إبراهيم"، قلت:"يا أمى أنا زعلان!! إخوانى حيروحوا المولد بتاعك بس يا أمى، وما عادوش بيروحوا مولد سيدى أبو الحسن، وهم معاهم فلوس يقدروا يعملوا اللى هم عاوزينوه، أما أنا مقصر علشان كده أنا زعلان"، قالت لى:"متزعلش يا ولدى!"، قلت لها: "يا أمى إنت كنت بتوديني سيدى أبو الحسن؛ دلوقتى احنا مقصرين" . قالت لى: "على العموم متزعلش من إخوانك، أما نوشفوا مين اللى حيبقى لنا، وتعالى يا ولدى..."، رحت قايم واقف، فى الوقت ده أنا مريض، ورحت منادى على أم مصطفى، "يا أم مصطفى هاتي الهدوم، أنا رايح لأمى..." قالوا لى:"أنت تعبان" قلت لهم: "محدش يقول لى إنت تعبان، دى أمى!!" فى الوقت ده كانوا غاسلين الهدوم، وبينشروها، وكانت مبلولة أخدتها مبلولة فى الشنطة ورحت ماشى على مصر لما وصلت نشروها لى، وبعدين كوها، ورحت قعدت هناك ( فى حميثرا ) احدى عشر يوماً، ولما رجعت اتصلوا على أم مصطفى، يطمنوها على قالت لهم: "هو كان ماشى تعبان!! هو كان عامل إزاى هناك؟!، قالوا لها: "كان عامل زى الجمل" ،وده كان بعد انتقال امى الحاجة.
مرة واحد من الصالحين كان فى وزارة الأوقاف، وكان من ابناء الشيخ أبي عمَّار راح يزور سيدى أبي عمَّار ويعطيه خمسين جنيه فقال الشيخ أبو عمار:"زيارتك قبلت، وخلى فلوسك معاك."، بعدها بيومين راح يزور الحاجة زكية ويعطيها الخمسين جنية قالت له: "اللى مبيعملوش أبو عمَّار متعملوش الحاجة زكية!"، (الله).
فى يوم من الأيام قالت:" خد أم مصطفى، وروح زور الشيخ العزازى." واداتنى نفحة كانت حاجة تتاكل تقريباً، وكان فى مصر القديمة فى عزبة العيسوية، وكانت زوجته بتتردد علينا، "وشوف حيقول لك ايه يا إبراهيم وتعالى." هو كان بيلبس عبل، كان أشعث أغبر كده، لكن كان يكلمك فى كل المجالات فكان له ابن بيجيب له الجرايد كل يوم . وماكنش بيخرج من العزبة أبداً رحت له لقيته بيفرش حصيره لناس كانوا واقفين واحد منهم حيمسك معاه، قال له: "لأ خليك انت مش مكلف إحنا مكلفين بده"، ونادى على محمود العيسوى، فبيقول له: "عمى إبراهيم" قال له: "ملكش صالح بعم ابراهيم، وأنت يا عم ابراهيم خد الست بتاعتك، وادخلوا الأوضة دى لغاية ما آجى لكم." ، دخل علينا، عليه رضوان الله، وجاب قلة شرب منها، وسقانى، وسقى أم مصطفى، وقال لى:" اسمع يا ولدى الحاجة زكية بعتاك لى!" قلت له: "أيوه إن شاء الله"، قال:"طيب اسمع عشان تروح تقول لها!"، قلت له:" حاضر"، قال: "حيظهر علماء وما هماش علماء، وحيظهروا فى جميع وسائل الإعلام-كان كلامه كده ولا يقراش ولا يكتب- حيتكلموا عن تحديد النسل انت متحددش النسل يا ابراهيم لا أنت، ولا أخوك عبد الرحمن"، قلت له: "حاضر يا سيدنا الشيخ"، وأعطانا نفحة للخدمة عندنا، وأنا داخل على أمى، السلام عليكم يا أمى، قالت:"اطلع بلغ أخوك". و ( أم أحمد ) بنتى هى رقم خمسة فى أولادى بعدها الحكاية وقفت طبيعى.
أما اتكلمنا فى الوفاة قالت لى:"أنا حبقى قريبة منكم اكثر من دلوقتى لأن وجودنا فى الدنيا مشغولين بقضايا الخلق والعبادة أما بنكون منتقلين بنكون قريبين لكم أكثر.".
فهنا رحت أزور سيدى أبو الحسن وكان معانا واحدة سليطة اللسان شوية قالت لى كلمة آذتنى بها. فقررت فى نفسى إن هى لو نزلت ( القاهره ) مع الحبايب إنى أستنى أنا هناكفى ( حميثرا )، وإن هى استنت حنزل أنا. وكان معانا إلهام خورشيد اخت شريهان، وكانت زوجة فايز الزمر بتاع الرياضة، وكانت ست صالحة، وهما ماشيين قلت لهم: "أنا مش حاجى!!"، فقالت:"ليه يا عمده؟"، قالوا لها:"هو بيقول كلمة واحدة بس، مش حيجى يعنى مش حيجى!"، بعد ما مشيوا رحت ازور أمي وقلت لها: "يا أمي فلانة دى زعلتنى، وأنا مش عايز آجى معاهم ثانى، يا إما آجى بعربية ملاكى، أو اُتوبيس لوحدى المهم ما جيتش معاهم تانى , كان الكلام ده فى سنة 1997م، وفى سنة 1998م لقيت جماعة برهانية من شبين الكوم بيقولوا احنا رايحين سيدى أبو الحسن رحت معاهم، واحنا فى الطريقى اتعرفنا على بعض والسنة اللى بعدها رحت بعربية ميكروباص [12] راكب ومن يومها إلى النهارده زى ما أنت شايف. المهم أمي استجابت.
0 تعليقات