ذاكرة العشق. "٤٤"

 .



ذاكرة العشق.

"٤٤"





وأنا رايح سيدى أبو الحسن المرة الأخيرة، كانت أمى راحت بالطيارة.
أنا رحت بالقطار، ولما وصلت إدفو ناس قالوا لى: "مفيش سيدى أبو الحسن!!."*
عديت الشارع، واحد قال لى: "رايح فين؟الحكومة لغت مولد سيدي أبي الحسن."
قلت ليه: "مفيش سيدى أبو الحسن؟!" قال لى:"آه."،
قلت له: "خلاص يبقى حاروح سيدى أبو الحسن!" وجدت نقطة جيش للتفتيش،
ما كلمتش حد، والضابط جه يسألني، ما اردش عليه، "طيب أنت عاوز إيه؟!"،
ما اردش عليه، فلما فضلت قاعد، وما اتكلمتش، سألني"أنت مدنى، ولا بوليس؟!"،
قلت لهم: "أنا مدنى."، قالوا" ممنوع مجيك هنا!"، قلت لهم: "أنا عارف إنه ممنوع!"،
قالوا: "طيب إيه اللى جابك؟!"، قلت لهم: "أمي إللى دخلت الصبح من هنا!!"،
الرئيس بتاعهم نايم جوه، فلما سمعنى بقول: "أمى...!"،
جه قال: "هاتوا له أكل، واعملو له شاى!!" قلت له: "متشكرين."،
قعد وكلمنى، قال: "اللاسلكى كان عطلان، فلما الحاجة زكية وإللي معاها حضروا،
وقلت لها ممنوع، قالت والله اللواء يوسف عفيفى** كان معايا امبارح،
وقال تعالى حتخشى، فلما رحت اتصل باللاسلكى رد علي!!
على الرغم إنه كان متعطل قبل كده، مجرد حتة حديد!!
قلت له والله واحدة اسمها الشيخة زكية هنا، ومعاها مئة واحد أو مئتان،
قال خليها تخش، قلت أنت يا افندم اللى قلت ممنوع،
قال وأنا اللى بقول لك خليها تخش حتى لو معاها الدنيا كلها... ،
يدوبك خلص كلامه، ولقيت اللاسلكى اتعطل تانى!!
احنا كنا حاطين البراميل قدام العربيات،
وهى قاعدة قدام مشغولة فى حالها، وبعدين سألتهم فيه إيه،
قالوا لها حاطين البراميل قدام العربية، قالت براميل طيب ابقوا شوفوا بكرة... "،
فهو جاى يسألنى عن الكلمة دى، فقلت له:"مش حضرتك موجود هنا بكرة؟!
ابقى شوف!". وبكرة ده كان مقتل السادات، رحمة الله عليه.
لقيت واحد جاى ينده على "يا عمدة، يا عمدة
اللواءات اللى هنا كلهم حينزلوا مصر دلوقتى، قلت له ليه؟
قال السادات اتقتل!! "،
قلت له" عرفت منين؟"قال "من إذاعة السعودية" ،
وهنا فى سيدى أبو الحسن تسمع الأخبار من السعودية،
مش من مصر.
انتهى..............................................

*(إجراءات حظر التجوال إثر اعتقالات سبتمبر الجامعة 1981 ،
قبيل اغتيال المرحوم الرئيس الأسبق السادات،
رحمة الله عليه. )

.

0 تعليقات