ذاكرة العشق. "٤٥"

 

.


ذاكرة العشق.
45








كان فيه خمسة من الجيش قالوا احنا حنزور سيدى ابو الحسن ونتغدى عند الحاجة زكية،
ونرجع لكم بكرة دخلوا الصحرا، ما رجعوش.
راحو يدوروا عليهم ما لقوهمش لا فى سيدى أبو الحسن،
ولا عند الحاجة زكية، رجعوا تانى ملاقهومش.
فطلعت طيارة هليكوبتر لقوهم ميتين،
وكان الطريق مش مرصوف فتاهوا فى الصحراء،
وكل واحد كان كاتب ورقة(وصية)، لأن اللى بيتوه فى الصحراء،
كأنه تايه فى البحر، الأكل خلص منهم والميه،
فماتوا. عليها رضوان الله قالت: "سموهم الشهداء الخمسة،
وادفنوهم مع بعض." . فلما جه اللواء يوسف عفيفى، وكان محافظ البحر الأحمر،
قالت له: "يا يوسف يا بنى فيه ناس بيجوا يزورنا، وبيتوهوا فى الطريق،
ما ترصفوا الطريق دهوه*، قال لها: "المحافظة ما فيهاش ميزانية لمشروع زي ده!"،
قالت له: "أما تتغدى اديك الفلوس!"، اتغدى هو واللى معاه،
وجه يمشى، قال لها:" الفلوس؟!"، قالت له: "إنت عاوز الفلوس تعالى،
الفلوس موجودة."، راحت شدة الشنطة،
وطلعت شلن ورق، فبص كده هو و السكرتير إللى معاه، وهو راجل عسكرى،
ملوش فى الكلام ده، قالت له:" انت مستأل بيه، طيب حطه فى جيبك،
وشوف ايه اللى حيحصل بكرة!"، حطه فى جيبه، ومشى. المهم اخده ومشى،
وبعدين جت له شركة تنقيب عاوزين يرصفوا الطريق دهوه وعاوزين موافقة المحافظة بس ,
واترصف الطريق. وبقى يروح يسلم عليها. أصل اهل بيت النبى معاهم كن فيكون،
بس مش بيظهروا ده، عشان الناس عقولها ما تخربش. إنما هم ربنا مديهم،
ما دام يقولوا شئ ربنا يمشيه لهم.
انتهى ......
___________________
*كان الطريق من سيدي سالم إلى سيدي أبي الحسن مجرد مدق صحراوي،
وعر، مهلك، وكثيرا ما كان يطمس بفعل العوامل الجوية.
واستمر كذلك إلى بداية الثمانينيات إلى أن رصف،
وتلك كرامة من كرامات السيدة الزكية الثابته،
صاحبة أول خدمة بجوار سيدي أبي الحسن بحميثرا.




.

0 تعليقات